responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لا تفعل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 43

وسمعت رابعا يذكر مناقب يزيد، وأنه مغفور له، وأنه استطاع أن يوحد الدولة، ويقف في وجه المعارضين؛ فلما قام بعضهم يذكر له جرائمه في حق أهل البيت في كربلاء، وجرائمه في حق الصحابة في الحرة، وغيرها.. راح يبررها، ويدافع عن يزيد وجرائم يزيد، وسكت القوم، وراحوا يسجلون أنفسهم جنودا متطوعين في ذلك الجيش المجرم.

وهكذا سمعت خامسا، يبرر ما يحصل من قتل لأطفال اليمن وشيوخها ورجالها ونسائها، ويذكر أن ذلك شيء طبيعي، وأنه على الدولة أن تحفظ جوارها من كل ما يسيء إليه.

وهكذا لم ينفضّ ذلك المجلس إلا بعد أن سجل الحضور أسماءهم في قوائم القتلة، لا قتلة أفراد معدودين، وإنما قتلة الملايين ومئات الملايين.

لذلك عندما طلبوا مني في آخر المجلس أن أحدثهم، رحت أحدثهم عن القتل، لأني لم أشم عند جلوسي إليهم إلا روائح دماء المستضعفين المظلومين، الذين لم يكفهم أن قُتلوا مرة واحدة، وبدم بارد من المجرمين المستكبرين، حتى أضاف إليهم أولئك الذين تسميهم قوما مسالمين قتلة جديدة، وفي بيت من بيوت الله، وفي شهر من أشهر الله الحرام.

وما آلمني ـ أيها الرفيق العزيز ـ هو سكوتك على ما ذكروه؛ فلم تنبس ببنت شفة، وأنا أعلم سبب ذلك؛ فأنت لا تحب أن تسبح خلاف التيار، ولا تريد أن تغرد خارج السرب، ولا تريد لقومك أن يرموك بالبلادة، أو التخلف، أو الرجعية، ولذلك آثرت أن تسجل اسمك في قوائم القتلة، واعتبرتها أفضل من قوائم الرجعيين والمتخلفين والظلاميين.

ولذلك كتبت إليك هذه الوصية، أنبهك إلى أن محكمة العدل الإلهية لن تستثني

اسم الکتاب : لا تفعل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست