responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لا تفعل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 42

القتلة، وأنتم لا تشعرون.

لقد سمعت بعضكم يتحدث بإعجاب عن أمريكا، ونهضتها، وتطورها الاقتصادي، ونظامها الدقيق، ويتمنى لو أن إخوانه من العرب انتهجوا نهجها وساروا، سيرها؛ فلما قال ذلك قام له بعض القوم، وذكر له ما فعل أسلافهم بالهنود الحمر، وبالفيتناميين، وباليابانيين، وما فعله خلفهم من جرائم في حق العراق وأفغانستان والكثير من بلاد الله الواسعة.. لكن الرجل بدل أن يستنكر تلك الجرائم، راح يبررها، ويدافع عنها، ويستعمل في ذلك كل ما تعلمه من فنون التبرير، ويصور أن السنن الحضارية قد تستدعي بعض السلوكات التي لا تنسجم مع العواطف، لكن العقل يفرضها.

واستسلم أكثر الحضور لكلامه وتبريراته، ولم ينكروا عليه، ولم يتصوروا أنهم بذلك السكوت والرضا قد كُتبوا في قائمة قتلة الهنود الحمر والفيتناميين واليابانيين والعراقيين والأفغانيين.. وغيرهم من عشرات الملايين البشر.

وهكذا راح آخر يدافع عن فرنسا، ويصور للحضور أنها أم التنوير، وأنها قمة من قمم الحضارة، وأنه لا يمكن لدولة تريد أن تتقدم من أن تسير على خطاها، وتنتهج نهجها، وتشرب من شرابها حلوه ومره، خيره وشره.. وعندما ذكر له بعض الحضور جرائم الفرنسيين في أكثر الدول الإفريقية، راح يلتمس لها الأعذار، وراح الحضور يقبلون منه، ويسجلون أنفسهم طواعية ضمن قائمة المجرمين الذين قتلوا ملايين المستضعفين.

وهكذا سمعت ثالثا يبرر للإرهابيين كل سلوكاتهم، ويعتبرهم ثوارا، وأن على الدولة أن تستسلم لهم، وأن تعطيهم رقابها، ورقاب شعبها ليذبحوه بالطريقة التي يشاءون.

اسم الکتاب : لا تفعل المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست