responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 46

وبلغه أن عبد الملك، عطس يوماً، فشمته أصحابه، فرد عليهم، ودعا لهم، فكتب إليه: (بلغني ما كان من عطاس أمير المؤمنين، ومن تشميت أصحابه له، ورده عليهم، فيا ليتني كنت معهم، فأفوز فوزاً عظيماً)

بينما نحن كذلك إذا بالحجاج يصيج بصوت قد امتلأ قبحا: ادن مني يا تلميذ السلام.

صحت رعبا: ما تريد مني، ألم يكف من قتلت من هذه الأمة حتى تريد أن تلحقني بهم؟

قال: ادن مني لأعرفك بنفسي.. ألست تبحث عن معادن الاستبداد.. لقد كنت أحدهم، بل سيدا من ساداتهم.. لقد جمعت كل البشاعة، وكل الدمامة،.. لقد كنت قاسي القلب، شرس الأخلاق، غليظ الطبع.. حاصرت مكة، وهدمت الكعبة، ورميتها بالمنجنيق، والنفط، والنار، وأبحت الحرم، وسفكت الدماء، وهتكت الأعراض، وقتلت في مدة ولايتي ألف ألف وستمائة ألف مسلم، ومات في سجوني ثمانية عشر ألف إنسان.

كنت لا أرجو عفو الله، ولا أتوقع خيره، وكأنه قد ضرب بيني وبين الرحمة والرأفة، بسور من فظاظة، وغلاظة، وقسوة.

أنتم تسمون التلذذ بالتعذيب سادية، كذلك كنت أنا.. وكذلك هم ذريتي الذي ورثوا أخلاقي وطباعي، لقد كنت أتفنن في ابتكار أنواع العذاب، وأتلذذ بمشاهدة ضحاياي عند تعذيبهم، بل كنت أعذب بعضهم، وأقتلهم بيدي.

لقد جيء لي بابن القرية، فأمرت به، فأمسكه رجال أربعة، حتى لا يستطيع حراكاً، ثم وضعت حربة في ثندوءته، ودفعتها، حتى خالطت جوفه، ثم خضخضها، وأخرجتها، فأتبعها دم أسود، لا زلت أذكر ما قلت حينها، لقد قلت: هكذا تشخب أوداج الإبل، وفحص ابن القرية برجله، وشخص ببصره، وجعلت أنظر إليه بمتعة لا تدانيها متعة.

وأمرت مرة بأحد أسراي، فشد عليه القصب الفارسي، ثم سل عنه، حتى شرح بدنه،

اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست