اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 40
ابن سعد ، فأرسل الأزرق في خمسمائة فارس فعارضهم ليلا
ومانعهم فلم يمتنعوا فقاتلهم ، فلمّا علموا أن لا طاقة لهم بهم تراجعوا في ظلام
الليل وتحمّلوا عن منازلهم. وعاد حبيب إلى الحسين فأخبره بما كان. فقال: ( وَما تَشاؤُنَ
إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ) ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله [1].
رأيت شابا
ثالثا، جرى حديث بينه وبين صاحبي مثلما جرى مع سابقيه، فسألته عنه، فقال لي: هذا الحر
بن يزيد الرياحي [2] ..
قاطعته
بقولي: ولكن كيف نال هذه المرتبة الرفيعة.. وقد كان في بداية أمره مع ابن زياد.
قال: ليس
الشأن في بداية أمره .. الشأن في نهايته.. أنسيت السحرة، وكيف انقلبوا في طرفة عن
من عالم الأشقياء إلى عالم السعداء.
قلت: أجل..
وقد ختم لهم بالشهادة.
قال: وهكذا
كان الرياحي، فقد عرف كيف يتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
***
بعد أن تشرفت
بالتعرف على ثلة طيبة من أصحاب الإمام الحسين ممن استشهد معه في كربلاء.. قدمت ثلة
من النساء في قمة الجمال والوقار.. فسألته عنهن، فقال: هؤلاء الزينبيات اللاتي
مثلن صورة من صور مواجهة الاستكبار.
[2]
أحد زعماء أهل الكوفة وساداتها، وكان شريفاً في قومه جاهليةً وإسلاماً،
وقد أرسله عبيد الله بن زياد ليساير الإمام الحسين، ويراقب حركته، وقد ندم في
اللحظات الأخيرة في يوم عاشوراء؛ فالتحق بركب الإمام الحسين، واستشهد معه بكربلاء
سنة 61 هـ.
اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 40