responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 27

التفت إلى صاحبي، فإذا دموعه تذرف بشدة، قلت: ما بالك؟

قال: لقد ذكرتني بمواجع لن يمحوها الدهر.. لقد كنت حاضرا ذلك الموقف..

قلت: هل كنت حاضرا.. لقد سمعت أنه لما قتل الحسين مكثت الدنيا سبعة أيام والشمس على الحيطان كالملاحف المعصفرة والكواكب يضرب بعضها بعضاً، وكسفت الشمس ذلك اليوم واحمرت آفاق السماء ستة أشهر بعد قتله، ثم لا زالت الحمرة ترى فيها بعد ذلك ولم تكن ترى فيها قبله.

وذكروا أنه لم يقلب حجر ببيت المقدس يومئذ إلا وجد تحته دم عبيط، وصار الورس الذي في عسكرهم رماداً، ونحروا ناقة في عسكرهم فكانوا يرون في لحمها مثل النيران وطبخوها فصارت مثل العلقم، وتكلم رجل في الحسين بكلمة فرماه الله بكوكبين من السماء فطمس بصره.

قال: هذا كله هين بسيط.. الخطر الأعظم هو تحول الأمة من النظام الذي اختاره الله لها إلى النظام الذي سنه المستبدون..

قلت ـ وكأني لم ألتفت لكلامه ـ : بل قد ذكروا أن الجن رثت الحسين، فقد روى أبو نعيم في الدلائل عن أم سلمة قالت: سمعت الجن تبكي على حسين وتنوح عليه.

وأخرج ثعلب في أماليه عن أبي خباب الكلبي قال: أتيت كربلاء فقلت لرجل من أشراف العرب: أخبرني بما بلغني أنكم تسمعون نوح الجن فقال: ما تلقى أحداً إلا أخبرك أنه سمع ذلك، قلت: فأخبرني بما سمعت أنت قال: سمعتهم يقولون:

مسح الرسول جبينه

فله بريق في الخدود

أبواه من عليا قري

ش وجده خير الجدود

قال: ليس الشأن أن تبكي الجن، بل الشأن أن تبكوا أنتم.. وليس الشأن أن تبكوا، بل الشأن أن تختلط دماؤكم مع دماء الحسين، لتنصروا المستضعفين، وتقاوموا الاستبداد.

اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست