اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 26
رسول الله.. الويل لي منك يا حسين..
قلت: ما
باله؟
قال: إنه
يسترجع ذكرياته المريرة، يوم أرسل في قتل الحسين، وآل بيت رسول الله a.
قلت: فما فعل
الحسين؟
قال: لقد كان
الحسين يمثل القوة التي تقف في وجه الاستبداد.. فلذلك لم يبايع يزيدا.. ولم يرض
لدين جده a أن ينتقص، وتنقض عراه، وهو حي.. لقد قال
يعبر عن ذلك: (إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت
لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول
الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق،
وهو خير الحاكمين)
قلت: أعلم
قصة ذلك.. فقد كان أهل الكوفة يكتبون إليه يدعونه إلى الخروج إليهم زمن معاوية،
وهو يأبى فلما بويع يزيد أقام على ما هو مهموماً يجمع الإقامة مرة ويريد المسير
إليهم أخرى، فأشار عليه ابن الزبير بالخروج، وكان ابن عباس يقول له: لا تفعل، وقال
له ابن عمر :( لا تخرج فإن رسول الله a خيره الله بين الدنيا والآخرة فاختار
الآخرة، وإنك بضعة منه ولا تنالها ـ يعني الدنيا ـ) واعتنقه وبكى وودعه، فكان ابن
عمر يقول: غلبنا حسين بالخروج، ولعمري لقد رأى في أبيه وأخيه عبرة.
وبعث أهل
العراق إلى الحسين الرسل والكتب يدعونه إليهم، فخرج من مكة إلى العراق في عشر ذي
الحجة، ومعه طائفة من آل بيته رجالا ونساء وصبياناً، فكتب يزيد إلى واليه بالعراق
عبيد الله بن زياد بقتله، فوجه إليه جيشاً قوامه أربعة آلاف، عليهم عمر بن سعد بن
أبي وقاص، فخذله أهل الكوفة، فقتلوه، وقتل معه ستة عشر رجلا من أهل بيته، وجيء
برأسه في طست حتى وضع بين يدي ابن زياد.
اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 26