responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 136

قال: أن يصير الحكم إلى فرد.. فرد واحد يحكم العالم.. فرد واجد بلا وزراء ولا برلمان ولا أي هيئات أخرى قد تزاحم الحاكم.

قلت: ولم الفردنة؟.. أليس من الأجدى أن يتخذ الحاكم وزراء وأعوانا يعينونه؟

قال: ذلك الحاكم الضعفيف.. أما الحاكم القوي، فلن يحتاج إلى ذلك.. هل يحتاج ربك إلى وزراء وأعوان؟

قلت: تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

قال: فلماذا تقدس ربك، ولا تقدسني.. كما أنه يستولي على العالم وحده، فسأستولي على العالم وحدي.. وسأجعل العالم يعبدني ولا يحني رقبته لسواي.

قلت: إن حكم فرد واحد للعالم يحتاج إلى قوى خارقة.. فالعالم بطوله وعرضه يحتاج إلى عقول كثيرة تسيره.

قال: أنت ابن عصرك.. فلذلك تتكلم انطلاقا من المعارف البسيطة التي منت بها عليكم المدارس.. ولكن عصري مختلف تماما.. لا بأس.. سأضرب لك مثالا يقرب لك كيف أحكم العالم وحدي.. ألا ترى المصانع الضخمة التي تسيرها أياد محدودة؟

قلت: أجل.. فالآلة حلت محل الإنسان في كثير من المصانع.

قال: والآلة ستحكم بدل الحاكم في كثير من الدول..

قلت: أذلك عصرك؟

قال: لا .. ذلك العصر الآلي.. وهو عصر فاشل بكل المقاييس.. لأن بعض المستضعفين سيعرف أسرار الآلة، فيحولها إلى صفه، كما حول قراصنة البرامج ما يشاءون من البرامج لحسابهم من غير أن يدفعوا فلسا واحدا.. ثم يحول الحكم بعدها إلى المستضعفين.

قلت: وفي عصرك.. هل تحكم العالم بالآلة.. بالحواسيب الضخمة؟

اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست