responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 132

ليرضوا تلك اللطيفة التي لا تتلذذ إلا برؤية كل شيء تحت يدها؟

قلت: ولكن التاريخ أثبت فشل الاستعمار.. فكل الأراضي التي دخلها المستعمرون المتكبرون خرجوا منها، والذلة تكسو وجوههم.

قال: الاستعمار مرحلة من مراحل التسلط.. لم يكن بد منها.. فالعالم كان منفصلا تماما عن بعضه، ولم تكن لديه قوى الدجال التكنولوجية ليسيطر على العالم من غير جنود ولا سلاح.. ولكن ـ بتطور الزمن ـ وجدنا السبل التي نستعمر بها العالم من غير جنود.. بل جعلنا مستعمراتنا تتودد إلينا لنختمها بخاتم الذلة الذي لا يملكه غيرنا.

قلت: أهناك مرحلة أخرى بعد الاستعمار يمكن للدولة القوية أن تسيطر بها على الدول المستضعفة؟

قال: نعم.. لقد وصلتم اليوم إلى ما تسمونه ( العولمة).. أنتم تمهدون لدولتي..

قلت: أنا لا أفهم من العولمة إلا أنها ( العملية التي يتم بمقتضاها إلغاء الحواجز بين الدول والشعوب، والتي تنتقل فيها المجتمعات من حالة الفرقة والتجزئة إلى حالة الاقتراب والتوحد، ومن حالة الصراع إلى حالة التوافق، ومن حالة التباين والتمايز إلى حالة التجانس والتماثل، وبذلك يتشكل وعي عالمي وقيم موحدة تقوم على مواثيق إنسانية عامة)[1]

قال: وهذا ما أريده..

قلت: وهذا ما نريده ـ نحن أيضا ـ بل هذا ما يريده كل صاحب حق.. فالعالم إذا اقترب من بعضه مهد لنا السبل لنشر حقنا.

قال: ولكنا لن نترك ذلك يدوم طويلا.. نحن لا نريد المواثيق التي يصنعها المستضعفون.. نخن نريد المواثيق التي نصنعها نحن، ثم نقوم نحن بتصديرها.


[1] د. أحمد مجدي حجازي : العولمة وآليات التهميش في الثقافة العربية ص 3 ، وهو بحث ألقي في المؤتمر العلمي الرابع (الثقافة العربية في القرن القادم بين العولمة والخصوصية) المنعقد بجامعة فيلادلفيا في الأردن في مايو 1998م .

اسم الکتاب : أوكار الاستكبار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 132
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست