واحدة تكفي مبررا
لأي أمر يصدره هي: ﴿ أَنَا رَبُّكُمْ الْأَعْلَى ﴾
(النازعات:24)
وعندما جاءه موسى
عليه السلام يدعوه إلى الله ويعرفه بأنه رسول رب العالمين تعجب أن يكون هناك إله
غيره فسأله:﴿ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾
(الشعراء:23)
وعندما أراهم موسى
عليه السلام كل الحجج نهض فرعون يصيح في قومه وهو يتصور أن كلماته وحدها تكفي
لتقرير ما يقول ونسف جميع معجزات موسى عليه السلام :﴿ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ
مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَاهَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِي
صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنْ
الْكَاذِبِينَ﴾(القصص:38)، وهذه
هي السذاجة التي يتحلى بها كل من يعظم أناه ويمحو غيره.
لقد كان يتصور أنه
إن وجد إله آخر فلن يعدو كونه صاحب سرير مثل سريره أو تاج مثل تاجه،مثلما تتصور
الخلائق جميعا من أصحاب الملل المنحرفة آلهتها عندما تطبعها بطابع القومية
والعرقية والأرض وتغرق ربها في مستنقعات من الأساطير لتعبد ذاتها من خلال ربها،
وتنزل ربها من علياء وجوده ليرفع رايتها ويصيح بشعاراتها ويفكر بتفكيرها.
ويصور القرآن
الكريم أسلوب هؤلاء المتعاظمين مع كل من يقيم عليهم الحجة، وهو أسلوب واحد في
مختلف فترات التاريخ وإن تعددت أشكاله، وهو ما صاح به فرعون في وجه موسى عليه
السلام :P قَالَ لَئِنْ
اتَّخَذْتَ إِلَهَا غَيْرِي