والقرآن الكريم
يشير بهذه الآية إلى السذاجة التي يقع فيها هؤلاء المتعاظمين بأنفسهم حين يصدقون
أنهم ـ حقيقة ـ آلهة ما دام الملك بأيديهم ورقاب الخلق بين أيديهم يقتلون من
يشاءون ويحيون من يريدون بدون معارضة ولا محاسبة، وهذا التعاظم يحجب عن أعينهم
مظاهر القصور الكثيرة التي تحيط بجميع ذواتهم.
ولهذا قبل هذا
الملك المناظرة مع إبراهيم عليه السلام لأنه كان يظن أن ألوهيته أمر بديهي لا
يناقش فيه، وتصوير دهشته وحيرته عندما واجهه إبراهيم عليه السلام بالشمس يدل على أنه
لم يكن يراها كما يراها سائر الناس لأنه كان مشغولا بنفسه، ولا يرى غيره إلا
أصفارا يعكفون على التسبيح له.
والقرآن الكريم
يذكر نموذجا آخر لتعاظم الأنا يفصل في ذكره تفصيلا لم يحظ به اسم كافر غيره، هو
فرعون حيث ذكر اسمه في القرآن الكريم في سبعة وستين موضعا، وهذا النموذج تنطبق
عليه نفس صفات النموذج السابق إلا أن القرآن الكريم يفسر سبب مرضه، وينص عليه في
قوله تعالى: ﴿ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا
قَوْمًا فَاسِقِينَ﴾ (الزخرف:54)
ففسق قومه وخفة
عقولهم وطاعتهم المطلقة له وقابليتهم لألوهيته هي التي جعلته يصدق حقيقة أنه إله
ينبغي أن يعبد، ولهذا كان يصيح فيهم دائما بخطبة