قال آخر: عرفنا
هذه الثمرة، وعرفنا خطرها.. فهل هناك غيرها؟
قال الآجري: أجل..
هناك ثمرة القلق والاضطراب النفسي.. فالمتكبر يحب - إشباعاً لرغبة الترفع والتعالي
أن يحنى الناس رؤوسهم له، وأن يكونوا دوماً في ركابه، ولأن أعزة الناس وكرامهم
يأبون ذلك، بل ليسوا مستعدين له أصلاً، فإنه يصاب بخيبة أمل، تكون عاقبتها القلق
والاضطراب النفسي، هذا فضلاً عن أن اشتغال هذا المتكبر بنفسه يجعله في إعراض تام
عن معرفة الله وذكره، وذلك له عواقب أدناها في هذه الدنيا القلق والاضطراب النفسي.
لقد ذكر الله
ذلك، فقال:﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ
مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ
لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ
آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126)﴾ (طه)، وقال :﴿ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ
يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17) ﴾ (الجن)
قال آخر: عرفنا
هذه الثمرة، وعرفنا خطرها.. فهل هناك غيرها؟
قال الآجري: أجل..
هناك ثمرة الملازمة للعيوب والنقائص.. ذلك أن التكبر لظنه أنه بلغ الكمال في كل شئ
لا يفتش في نفسه، فيصلح ما هو في حاجة منها إلى إصلاح، ولا يقبل كذلك نصحاً أو
توجيهاً أو إرشاداً من الآخرين، ومثل هذا يبقى غارقاً في عيوبه ونقائصه، ملازماً
لها إلى أن تنقضي الحياة، ويدخل النار مع الداخلين، قال تعالى:﴿ قُلْ
هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا
(104)﴾ (الكهف)
قال آخر: عرفنا
هذه الثمرة، وعرفنا خطرها.. فهل هناك غيرها؟
قال الآجري: أجل..
هناك ثمرة الحرمان من الجنة.. ذلك أن المتكبر يعتدي بتكبره على مقام الألوهية،
ويظل مقيماً على عيوبه ورذائله، ولذلك ستنتهي به الحياة وما حصل