responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سوق الخطايا المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 44

ثانيا ـ الأنا

بعد أن انتهينا من الدراسة في القسم الأول، وبعد أن رأيت تأثير التعاليم التي بثها الخرائطي في نفوس السامعين..سرت مع أهل السوق إلى القسم الثاني، وكان اسمه (قسم الأنا)، وقد عرفنا أن شيخه هو أبو بكر الآجري[1]، وأن له – كسميه – مصنفات في الأخلاق منها (أخلاق حملة القرآن)، و(أخلاق العلماء)، و(أدب النفس)، و(كتاب أهل البر والتقوى)، و(كتاب التوبة)، و(كتاب التهجد)، وغيرها كثير.

وقد سألنا الآجري عن سر تسمية هذا القسم بهذا الاسم، وسر كونه هو القسم الثاني التالي لقسم الجحود، فقال: إن أول ما يتصف به من جحد مولاه هو تضخم أناه.. وإن أول كلمة ينطق بها من نسي الله هي كلمة أنا..

قال له بعض الحاضرين: ولكن أنا هي أول لفظة يعبر بها الإنسان عن نفسه.. فهل ترى الإنسان آثما بنطقه بها؟

قال الآجري: في الخلق من يقول (أنا) لمجرد التعرف والتعريف، ويستعملها كما يستعمل جميع الضمائر منفصلة ومتصلة لا يشعر بالتغاير بينها ولا يعتقد أن أنا أفضل من أنت، أو أنا خير من هو أو هم.

وفي الخلق من يستعملها كأداة يمحو بها غيره، ويخضع بها رقاب غيره، يقولها ملء فيه، ويتصور أنها كافيه بمجرد نطقه بها أن يسجد لها الخلق، وأن يسمعوا ويطيعوا، أو يسبحوا ويكبروا.


[1] أشير به إلى محمد بن الحسين بن عبد الله، أبو بكر الآجري (ت 360 هـ)، وهو فقيه شافعي محدث، نسبته إلى آجر (من قرى بغداد) ولد فيها، وحدث ببغداد، قبل سنة 330 ثم انتقل إلى مكة، فتنسك، وتوفي فيها. له مؤلفات كثيرة في الأخلاق اخترناه هنا لأجلها، منها (أخلاق حملة القرآن) و(أخلاق العلماء) و(التفرد والعزلة) و(حسن الخلق) و(الشبهات) و(تغير الازمنة) و(النصيحة) و(كتاب الاربعين حديثا) و(كتاب الشريعة) و(الغرباء) و(فرض طلب العلم) و(ما ورد في ليلة النصف من شعبان)

اسم الکتاب : سوق الخطايا المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست