responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سوق الخطايا المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 145

ينتقم للمظلوم من الظالم، حدث رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم قال: (يحشر الله العباد عراة غبرا بهما)، قيل: ما بهما؟ قال: (ليس معهم شىء، ثم يناديهم ربهم تعالى بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الملك أنا الديان، لا ينبغى لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة، ولأحد من أهل النار عليه مظلمة حتى أقتصه منه، ولا لأحد من أهل النار أن يدخل النار ولأحد من أهل الجنة عنده مظلمة حتى أقتصه منه، حتى اللطمة) قيل: وكيف، وإنما نأتي الله عز و جل عراة غبرا بهما؟ فقال: (بالحسنات والسيئات)[1]

فاتقوا الله عباد الله ومظالم العباد بأخذ أموالهم، والتعرض لأعراضهم، وتضييق قلوبهم وإساءة الخلق فى معاشرتهم، فإن ما بين العبد وبين الله خاصة فالمغفرة إليه أسرع، ومن اجتمعت عليه مظالم وقد تاب عنها وعسر عليه استحلال أرباب المظالم فليكثر من حسناته ليوم القصاص، ويسر ببعض الحسنات بينه وبين الله بكمال الإخلاص بحيث لا يطلع عليه إلا الله فعساه يقربه ذلك إلى الله تعالى، فينال به لطفه الذى ادخره لأحبابه المؤمنين فى دفع مظالم العباد عنهم.

فتفكر الآن فى نفسك إن خلت صحيفتك عن المظالم، أو تلطف لك حتى عفا عنك وأيقنت بسعادة الأبد كيف يكون سرورك فى منصرفك من مفصل الفضاء، وقد خلع عليك خلعة الرضا، وعدت بسعادة ليس بعدها شقاء، وبنعيم لا يدور بحواشيه الفناء، وعند ذلك طار قلبك سرورا وفرحا، وابيض وجهك واستنار وأشرق كما يشرق القمر ليلة البدر.

فتوهم تبخترك بين الخلائق رافعا رأسك خاليا عن الأوزار ظهرك، ونضرة نسيم النعيم وبرد الرضا يتلألأ من جبينك، وخلق الأولين والآخرين ينظرون إليك وإلى حالك ويغبطونك فى حسنك وجمالك، والملائكة يمشون بين يديك ومن خلفك وينادون على


[1] رواه أحمد بإسناد حسن.

اسم الکتاب : سوق الخطايا المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 145
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست