responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 83

وقوله a:( إذا أراد الله بعبد خيرا فتح له قفل قلبه، وجعل فيه اليقين والصدق، وجعل قلبه واعيا لما سلك فيه، وجعل قلبه سليما ولسانه صادقا وخليقته مستقيمة، وجعل أذنه سميعة وعينه بصيرة)[1]

وقوله a:( إذا أراد الله تعالى بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة)[2]

وغيرها من النصوص الكثيرة التي تنبهنا إلى مرادات الله لنراعيها، وننال ثمارها.

2 ـ إرادة البشر:

من أكبر المغالطات التي وقع فيها الإنسان هو جداله في وجود إرادته، أو في جدواها.

وصعوبة الرد على هذه المغالطة لا ينبع من كونها حقيقة كبرى تحتار الأدلة في نقضها، وإنما لكونها وهما كبيرا يصعب اجتثاثه، لأن اجتثاثه ـ حسب هذا الوهم ـ يتطلب إلغاء إرادة الله.

وأشبه المغالطات بهذه المغالطة هو مقالة السوفسطائية بإلغاء المحسوس، فلذلك يختار مجادلهم في المنطلق الذي يبدأ منه، فإن كلمهم بالعقل نفوه، فالعقل البشري يعتمد في قضاياه على الحس، وإن جادلهم بالحس نفوه، لأنه لا وجود له في أوهامهم.

وأحسن رد عليهم هو أن يذهب عنهم هذا الوهم بألم يصيبهم به ليشعروا بأن هناك حسا، وأن له أثرا، وأنه أثر مر، فينتقلون من هذه المرارة التي زرعها هذا الحس فيهم إلى اليقين بغيرها من المحسوسات، ثم ينتقلون من اليقين بالمحسوسات إلى اليقين بالمعقولات.

وهكذا الأمر مع نفاة إرادة البشر، اعتمادا على إرادة الله، فإن خطابهم بالحس ينقلهم


[1] رواه أبو الشيخ.

[2] رواه الترمذي، وقال: حسن غريب، ورواه الحاكم، وابن عدي.

اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست