responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 73

وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ (سـبأ:39)

ومن نتائجها ما قاله a، وهو يتأدب مع أسماء الله الحسنى ـ بعد أن غلا السعر على عهده فقالوا يا رسول الله لو سعرت ـ فقال:(إن الله هو الخالق القابض الباسط الرازق المسعر، وإني لأرجو أن ألقى الله ولا يطلبني أحد بمظلمة ظلمتها إياه في دم ولا مال)[1]

فقد اعتبر a التدخل في حرية السوق نوعا من التدخل في مشيئة الله القابض الباسط[2].

ومن نتائجها ما عبر عنه (ف. س. بودلي) عندما عايش بعض المجتمعات الإسلامية، وأرى تأثير هذه الحقائق فيها، فكتب تحت عنوان (عشت في جنة الله) يقول:( في عام 1918أوليت ظهري للعالم الذي عرفته طيلة حياتي، ويممت شطر إفريقية الشمالية الغربية، حيث عشت بين الأعراب في الصحراء، وقضيت هناك سبعة أعوام، أتقنت خلالها لغة البدو، وكنت أرتدي زيهم، وآكل من طعامهم، وأتخذ مظاهرهم في الحياة، وغدوت مثلهم أمتلك أغناماً، وأنام كما ينامون في الخيام، وقد تعمقت في دراسة الإسلام حتى أنني ألفت كتاباً عن محمد a عنوانه (الرسول)، وقد كانت تلك الأعوام التي قضيتها مع هؤلاء البدو الرحل من أمتع سني حياتي وأحفلها بالسلام والاطمئنان والرضى بالحياة.

وقد تعلمت من عرب الصحراء التغلب على القلق، فهم ـ بوصفهم مسلمين ـ يؤمنون بالقضاء والقدر، وقد ساعدهم هذا الإيمان على العيش في أمان، وأخذ الحياة مأخذا سهلاً هيناً.

فهم لا يلقون أنفسهم بين براثن الهم والقلق على أمر، إنهم يؤمنون بأن ما قدر يكون،


[1] رواه أحمد.

[2] وهذا في الحالة العادية التي ينتفي فيها الظلم، وهو ما أراده r بقوله هذا، أما إن كان هناك ظلم من التجار، بحيث تحالفوا على رفع الأسعار استغلالا لحاجات الناس، فإن هذا يوجب على الإمام أن يتصرف بما شاء من التسعير ونحوه.

اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 73
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست