responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 596

الفطرة، والذاتي يدوم والعرضي يزول فيعود إلى الفطرة، فيكون مآله إلى الرحمة[1].

الخلاصة:

بعد عرضنا للآراء المختلفة في هذه المسألة الخطيرة نتساءل عن الحال التي يؤول إليها هؤلاء؟

هل يظلون في النار أبد الآباد.. لا تصيبهم رحمة الله.. ولا يدركهم غوثه، لأن طبيعتهم تستدعي ذلك؟

أم أن فضل الله ورحمته ستسعهم كما وسعت كل شيء؟

وفي تلك الحال.. هل يساكنون الجنة مع المؤمنين، مع أن المؤمنين تقربوا إلى الله ببغضهم، ووالوا الله بعداوتهم؟

أم تحول جهنم لهم جنة كجنة المؤمنين، فيتنعمون فيها كما يتنعم المؤمنون؟

أم تصبح لهم قابلية التنعم بالعذاب، كما يتنعم غيرهم بالنعيم؟

أو أن الأمر يختلف باختلاف طبائعهم ورغباتهم؟

أم أن هناك أمورا أخرى قد لا ندرك بعقولنا البسيطة حقائقها؟

والجواب عن هذا: أن الله تعالى رد الأمر إلى مشيئته، وكل ذلك ممكن، ولكن إعمالا لجميع النصوص نرى أن الممعنين في الكفر لا يخرجون من النار، بل يمكن أن تبدل نشأتهم لتتنعم بالعذاب كما يتنعم غيرهم بالنعيم، وليس في ذلك أي استحالة على القدرة الإلهية التي لا يعجزها شيء.

والذي دعانا إلى هذا هو ما دل من النصوص على أن الكفار لا يخرجون من النار، كما قال تعالى:﴿ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّأُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ


[1] الاسفار، ج 9، ص 352، 353، شواهد الربوبية ( المقدمة )، ص 318، 319..

اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 596
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست