responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 525

فهذه النماذج هي بعض ما يناله هؤلاء المقربون من رحمات بحسب أعمالهم وطبائعهم ورغباتهم.

بل أخبر a أن رفيق المؤمن في تلك المواقف العصيبة هو من كان قلبه يهفو إلى محبته، والاقتداء بسنته الشاملة لجميع أحواله، قال a:( إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون، قالوا: يا رسول الله ما المتفيقهون؟ قال: المتكبرون) [1]

وهذا المعنى هو العزاء العظيم لمحبي رسول الله a، فإنهم لا تقر أعينهم بأي نعيم ما لم يروا رسول الله a ويكحلون أبصارهم وبصائرهم بطلعته، فلذلك كانت الرحمة الخاصة بهم أن ينالوا هذا الجزاء.

عن سعيد بن جبير قال: جاء رجل من الأنصار إلى رسول اللّه a وهو محزون، فقال له النبي a:( يا فلان مالي أراك محزوناً؟) فقال:( يا نبي اللّه شيء فكرت فيه)، فقال:( ما هو؟) قال:( نحن نغدوا ونروح ننظر إلى وجهك ونجالسك، وغداً ترفع مع النبيين، فلا نصل إليك) [2]

فلم يرد عليه النبي a شيئاً، حتى أتاه جبريل بهذه الآية:﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً﴾ (النساء:69)، فبعث النبي a فبشره.

وجاء رجل إلى النبي a، فقال: يا رسول اللّه! إنك لأحب إليَّ من نفسي، واحب إليَّ من أهلي، وأحب إليَّ من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك


[1] رواه ابن أبي شيبة وأحمد وابن حبان والطبراني.

[2] رواه ابن جرير.

اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 525
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست