responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 44

رسول الله a يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن فيقول:( إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه، وقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به، قال: ويسمي حاجته)[1]

ففي هذا الدعاء الرقيق يلجأ العبد الضعيف إلى ربه معترفا بجهله وعجزه مستسلما لعلم الله وقوته.

وهكذا يتلقى المؤمن العارف بالله هذه المعارف الجليلة، حيث يحولها إلى علاقات ذوقية وجدانية ومنهج حياة يعيش بمقتضاه في صحبة ربه هائما في مواجيده، بينما يتلقاها العقل المتكبر المستبد الجاهل بكبريائه وجهله، مقارنا نفسه بربه، يجادل في الله بغير علم ولا برهان ولا كتاب منير.

وهو في ذلك كالمياه العذبة تتلقاها التربة الطيبة، فتخرج منها ثمارا يانعة تؤتي أكلها كل حين، وتتلقاها المستنقعات الأسنة، فتنتشر روائحها المنتنة في أرجاء الفضاء.

3 ـ غنى العليم:

الفرق الثالث بين علم الله وعلم خلقه، وهو حقيقة من الحقائق الكبرى التي ندرك بها سر التوحيد في القدر هو أن أن الله غني عليم.


[1] رواه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.

اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست