اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 383
وهو يطل من نافذة
اسم الله الحكيم، وهو اسم يدل على مراعاة المصالح والأسباب المؤدية لها، وهذا
الاسم يقتضي الأمرين جميعا، ويطل من نافذته مثبتو التوسل ومنكروه على حد سواء:
أما منكرو التوسل،
فيطلون منه خوفا من تسرب الشرك إلى عقيدة المتوسل، أو اعتقاده في أن المتوسل به
واسطة حقيقية، وذلك هو السبيل المؤدي للشرك.
وأما مثبتوه،
فيطلون منه حرصا على ما يتولد عنه من آثار تربوية عميقة.
وذلك أن من مقاصد
الدعاء الحضور مع الله، والتحقق بحقائق الإيمان، زيادة على ما يطلبه الداعي من
تحقيق أغراضه، ولهذا سن لنا النبي a تقديم حمد الله والصلاة
عليه على ما نطلبه من حاجات، فقد قال النبي a لمن رآه يصلى ويدعو ولم يحمد ربه ولم يصل على نبيه a:( عجل هذا)، ثم دعاه، فقال:( إذا صلى أحدكم فليبدأ بحمد الله
والثناء عليه، وليصل على النبي، وليدع بعد بما شاء)[1]
ففي تقديم الثناء
على الله معرفة بالله، تدعو إلى محبته وإيثاره والثقة فيه، وفي الصلاة على رسول
الله a تقرب منه ومحبة له تصفي القلب وتطهره، فإذا ما صفا
القلب بهذه الصورة كان أهلا لقضاء حاجته.
ولهذا سن لنا النبي
a المقدمات الطويلة لبعض الأدعية لتناسبها مع نوع
الدعاء:
فذكر a أن سيد الاستغفار أن نقول:( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت
خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك
بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) [2]