responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 381

الجواب الجزائي:

وهو يطل من نافذة اسم الله الشكور، وهو اسم يقتضي مجازاة الله عباده على أعمالهم الصغيرة بالعوض الكير المجانس لأعمالهم ورغباتهم.

ومن هذه النافذة تفهم النصوص المجيزة للتوسل بأنواعه: التوسل بالأنبياء، والأولياء والصالحين والأعمال الصالحة وغيرها مما ورد النصوص بجوازه.

فالتوسل بالعمل الصالح ـ مثلا ـ إن اعتقد أنه واسطة صحيحة، وأن الله يجب أن يجازي المكلفين، كان سوء أدب مع الله، فالله تعالى:﴿ لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ﴾ (الانبياء:23)، والله غني عن أعمال عباده.

لكن إن نظر إليه من باب اسم الله الشكور، فذكر العمل، وطلب الجزاء كما تطلب المنن لم يكن في ذلك حرج على الداعي، بل قد ورد في النصوص الكثيرة ما يدل عليه.

ولعل أشهر ما ورد من ذلك حديث الثلاثة الذين أووا إلى غار[1]، فسأل كل واحد منهم بعمل عظيم أخلص فيه لله، فهذا سأل ببره لوالديه، وهذا سأل بعفته التامة، وهذا سأل بأمانته وإحسانه، وكل ذلك مما يحبه الله ويرضاه، ومحبة الله لذلك العمل تقتضي إجابة صاحبه.

وقد كان ابن مسعود يقول وقت السحر:( اللهم أمرتني فأطعتك، ودعوتني فأجبتك، وهذا سحر فاغفر لي) [2]

ومن هذا الباب شرعت الصلاة على رسول الله a، فإن من لم يشكر الناس لم يشكر الله.


[1] رواه البخاري ومسلم.

[2] تفسير الطبري (6/266)

اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 381
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست