responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 368

وهو يدل على أن الله قريب من خلقه قربا لا يحتاجون معه إلى الوسائط لتبليغ حاجاتهم، ولهذا قال تعالى في آية السؤال:﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ (البقرة:186) وقد جاء أن سبب نزولها أن الصحابة قالوا:( يا رسول الله، ربنا قريب فنناجيه، أم بعيد فنناديه) فأنزل الله تعالى هذه الآية[1].

ولهذا أخبر a أن معية الله لعبده لا تستلزم إلا حضور العبد معه، كما ورد في الأثر الإلهي:( أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه) [2]، وأخبر a في الأثر الإلهي أن ( من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا، ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا)، وأخبر a أن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.

ولهذا ورد الثناء على تخفيض الصوت بالذكر والدعاء، كما قال تعالى مثنيا على عبده زكريا u:﴿ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً﴾ (مريم:3)، فإن القلب كلما استحضر قرب الله تعالى وأنه أقرب إليه من كل قريب أخفى دعاءه ما أمكنه.

ولهذا لما رفع الصحابة أصواتهم بالتكبير،وهم معه a في سفر، قال:( يا أيها الناس أربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً إنما تدعون سميعاً بصيراً، إن الذين تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته)[3]

الرحيم:

وهو ـ بعمقه وحقيقته المطلقة ـ يدل على أن كل رحمة في الكون هي من رحمة الله، حتى الرحمة التي يجدها الولد من أمه، هي فيض وقبس من رحمة الله، قال a:(


[1] رواه أحمد.

[2] رواه ابن ماجه وابن حبان والبيهقي.

[3] رواه البخاري ومسلم.

اسم الکتاب : أسرار الأقدار المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 368
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست