وقد
قال a مشيرا إلى توقيت تسبيح الكائنات:( ما تستقل الشمس فيبقي من خلق الله
تعالى إلا سبح الله بحمده إلا ما كان من الشيطان وأغبياء بني آدم)[1]
ولعل
في تحديد مواقيت العبادات ارتباطها بالعبادات التي يمارسها الكون، حتى يشكل
المؤمنون مع الكون الواسع حلقة ذكر واحدة، فقد أمر المؤمنون مثلا بمراعاة هذين
الوقتين، قال تعالى لزكريا u:﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ
وَالْإِبْكَارِ ﴾ (آل عمران: 41)، وقال لعموم المؤمنين:﴿ فَاصْبِرْ
إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ
بِالْعَشِيِّ وَالْأِبْكَارِ﴾ (غافر:55)
وفي
نفس الوقت الذي أخبر القرآن الكريم عن عبودية الكون في الغدو والآصال أمر وأخبر عن
المؤمنين أنهم يراعون هذين الوقتين.
قال
تعالى مخبرا
عن عبودية الكون في هذين الوقتين:﴿ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ
وَالْآصَالِ﴾ (الرعد:15)
وقال
عن المؤمنين مخبرا:﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ
فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لا
تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ
وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ
وَالْأَبْصَارُ﴾ (النور:36 ـ 37)