العظيم
من أصول الحضارة.. وقد ذكرنا ـ سابقا ـ أن الحجر كان يسلم على النبي a في الوقت الذي كان فيه
القرشيون يرمونه a بكل ما
امتلأت به نفوسهم من أحقاد.
وسنكتفي
هنا بذكر أصل من أصول الأخلاق.. ومنه تتفرع أكثر الأخلاق.. وهو الرحمة، فهي منبع
أكثر الأخلاق.
وقد
ورد في النصوص ما يشير إلى اشتراك الأحياء جميعا بما فيهم الإنسان في الرحمة التي
خص الله بها هذه الدنيا، فقد قال a:( إن لله تعالى مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والانس
والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخر
تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة)[1]
وسنسوق
ـ هنا، وباختصار ـ بعض ما ساقه العلم الحديث من هذه الرحمة، وسنقتبس حديث ذلك من
عالم أحب الأحياء حبا شديدا، ودافع عن انتسابها لله دفاع المستميت، وهو العالم
التركي هارون يحي، الذي يعتبر بحق من أكبر من رد على نظرية التظور المادية.
فقد
ذكر هذا العالم الفاضل في كتابه (التضحية عند الكائنات الحية) الكثير من أدلة
الرحمة التي تمتلئ بها هذه الكائنات، قال: إن جميع الكائنات الحيّة خطيرة وحسّاسة
جدّا في حالة تعرّض صغارها لأيّ خطر، وردّ فعل هذه الكائنات الحية