يقول
(ألن ديفو) ـ وهو أحد علماء الحيوان ـ أنه وقف يوماً يراقب ثلاثة من صغار الثعلب
تلعب حول أمها، وإذا بصغير منها يدخل في الغابة، ويبتعد عنها بعدا بحيث غاب عن
النظر، فاستوت الأم قائمة ومدت أنفها إلى الناحية التي ذهب منها، وبقيت على حالها
هذه برهة عاد بعدها الصغير في اتجاه أمه لا يلتفت يمنة أو يسرة، كأنما كانت تجذبه
بخيط لا تراه العين.
ومثل
ذلك وجدوا أن النحلة إذا عثرت على حقل مزهر عادت إلى الخلية، وما إن تتوسطها حتى
ترقص رقصاً خاصاً، فإذا بالنحل يندفع إليها، ويسير خلفها إلى حيث تهديه النحلة إلى
الزهور.
ويتكلم
نمل الشجر في المناطق الاستوائية بلغة عجيبة، إذ يصعد إلى الشجرة ويدق دقات غير
منتظمة، تقارب إشارات مورس التلغرافية، ويبلغ من قوتها أن تسمع من بعيد.
وقد
لوحظ أن أسراب الفيلة، لا تكف لحظة عن غمغمة، طالما هي تسير في رهط، فإذا تفرقت
الجماعة، وسار كل فيل على حدة انقطع الصوت تماماً.. ومن أعجب ما يؤيد لغة الفيلة،
تلك الأصوات المزعجة التي تلاحظ عندما تجتمع الفيلة على المحكوم عليه ليعيش وحيدا
ويسير منفرداً..
وأصوات
الغراب مميزة تميزاً واضحاً.. فنعيبه أكبر على الخطر، وهو يصدره ليحذر به أبناء
جنسه، بينما يصدر في مرحه ولعبه أصواتاً أخرى تقرب من القهقهة.