responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أكوان الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 35

16) لنسمع بعض أغاني الطيور، دون اهتمام بأسانيد ما نذكره أو مدى صحته.

بل إنا نحاول أن نجعل من الطيور هداة نهتدي بها، ومواعظ عبرة نعتبر بها، ونأكل البقلة من ألسنتها دون أن نسأل عن البقال[1]:

وأول ما نتعلمه من الطيور الزهد والقناعة التي عبر عنها هذا البلبل الزاهد الذي مر به سليمان u وهو على فوق شجرة يحرك رأسه ويميل ذنبه، فقال سليمان u لأصحابه: أتدرون ما يقول هذا البلبل؟ قالوا: لا يا نبي الله. قال: إنه يقول: أكلت نصف ثمرة فعلى الدنيا العفاء.

ونتعلم الأدب من هذا الطائر المؤدب الذي عرف كيف يخاطب نبي الله، فقد كان سليمان u جالسا ذات يوم إذ مر به طائر يطوف، فقال لجلسائه: أتدرون ما يقول هذا الطائر؟ إنها قالت لي: السلام عليك أيها الملك المسلط والنبي لبني إسرائيل! أعطاك الله الكرامة، وأظهرك على عدوك، إني منطلق إلى أفراخي ثم أمر بك الثانية؛ وإنه سيرجع إلينا الثانية ثم رجع؛ فقال إنه يقول: السلام عليك أيها الملك المسلط، إن شئت أن تأذن لي كيما أكتسب على أفراخي حتى يشبوا ثم آتيك فافعل بي ما شئت. فأخبرهم سليمان بما قال؛ وأذن له فانطلق.

ونتعلم الإيمان بالقضاء والقدر من الهدهد الذي مر به سليمان u، وهو فوق شجرة وقد نصب له صبي فخا فقال له سليمان: احذر يا هدهد! فقال: يا نبي الله! هذا صبي لا عقل له فأنا أسخر به، ثم رجع سليمان فوجده قد وقع في حبالة


[1] انظر هذه الآثار في: الدر المنثور: 6/344،

اسم الکتاب : أكوان الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 35
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست