وقد
كانت هذه النملة ينبوعا من المنابع التي فاضت منها الروايات الكثيرة عن عالم
النمل:
ومنها
ما روي أن سليمان u خرج يستسقي بالناس، فمر بنملة مستلقية على قفاها رافعة قوائمها إلى
السماء، وهي تقول:( اللهم إنا خلق من خلقك ليس بنا غنى عن رزقك، فاما أن تسقينا
وإما أن تهلكنا)، فقال سليمان u للناس:( ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم)[1]
وقد
كانت لذلك ـ أيضا ـ منبعا للرحمة والشفقة ـ كما وردت بذلك النصوص والآثار، ومنها أن
النبي a رأى قرية نمل قد حرقت، فقال: من حرق هذه؟ قالوا: نحن، قال:( إنه لا ينبغي
أن يعذب بالنار إلا رب النار)[2]
وورد
في الحديث أن النبي a:(
نهى عن قتل أربع من الدواب النملة والنحلة والهدهد والصرد)[3]
ولعل
أكثر الحيوانات قدرة على التعبير كما ورد في النصوص والآثار هي الطيور، فهي
بنغماتها المختلفة الجاذبة للقلوب تعبر عن أسمى المعاني، وأشرف الحقائق.
وسنهتدي
بنور قوله تعالى عن سليمان u:﴿ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ ﴾ (النمل: