responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أكوان الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 24

وكما تبكي الأرض والسماء على المؤمن، تستبشر به، وقد قال أنس:( لما كان اليوم الذي دخل فيه النبي a المدينة أضاء كل شيء، فلما كان اليوم الذي قبض فيه أظلم كل شيء، وإنا لفي دفنه ما نفضنا الأيدي منه حتى أنكرنا قلوبنا)[1]

ولهذا لا يصح اعتبار المسلم غريبا ما دام محاطا بكل هذه المشاعر الفياضة التي تتدفق من حوله، قال a:( إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء يوم القيامة قيل: من هم يا رسول الله؟ قال - هم الذين إذا فسد الناس صلحوا - ثم قال - ألا لا غربة على مؤمن، وما مات مؤمن في غربة غائبا عنه بواكيه إلا بكت عليه السماء والأرض) ثم قرأ رسول الله a قوله تعالى:﴿ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ ﴾، ثم قال:( ألا إنهما لا يبكيان على الكافر)[2]

وكما أن المؤمن يعيش بصحبة هذه المشاعر الفياضة التي تفيض عليه من الكون، فإن الكافر والغافل بعكس ذلك، فقد أخبر a أن البلاد والشجر والدواب تستريح من أذى العبد الفاجر، فقد روي أن جنازة مرت على رسول الله a فقال:( مستريح ومستراح منه) قالوا:( يا رسول الله ما المستريح والمستراح منه) قال:( العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب)[3]


[1] ابن ماجة.

[2] البيهقي في الشعب.

[3] رواه البخاري ومسلم.

اسم الکتاب : أكوان الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 24
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست