ولهذا
يمن الله على عباده بما أنبت لهم من حدائق ذات بهجة، قال تعالى:﴿ أَمَّنْ
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً
فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا
شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ ﴾
(النمل:60)
التنوع:
وهو
مظهر من مظاهر حكمة الله في الكون، ودليل من أدلة الوحدانية، لأن الربط بين
المختلفات وتوجيهها وجهة واحد لا يكون إلا من إله واحد.
وهذا
التنوع شامل لجميع الأشياء، فالأشياء تتنوع في المهام والوظائف والتراكيب الداخلية
والأشكال الخارجية.
وعلى
هذا التنوع جاءت النصوص لتدل أولا على أن عظمة الله تعالى لا
تبدو في مجرد إيجاد الأشياء من العدم، بل بإبداعها بهذه الصور المختلفة، ليكون ذلك
دليلا على توحيد الله وإبداعه، وهذه هي الفائدة المعرفية الكبرى في هذا التنوع،
وهي التي سنتحدث عنها في كون العارفين.
أما
الفائدة العملية الثانية المرتبطة بالكون المسخر، فهي الدعوة إلى المحافظة على هذا
التنوع المحسوب بحساب دقيق.
ولذلك
يدعونا القرآن الكريم إلى النظر إلى أصناف النباتات ما تشابه منها وما لم يتشابه،
قال تعالى:﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ
نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً
مُتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ
مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ
انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ