responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أكوان الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 17

جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ (الحشر:21)

بل إنه من فرط الخشوع للتجلي يندك، قال تعالى:﴿ فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً ﴾ (لأعراف: 143)

بل ينهد لسماع شرك المشركين، قال تعالى:) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً﴾ (مريم:90 ـ91)

وقد ذكر العلماء ـ انطلاقا من هذه الآية ـ الأثر الشديد الذي خلفه الشرك في الأشياء، فذكر عن بعضهم أنه قال:( إن الله تعالى لما خلق الأرض وخلق ما فيها من الشجر لم تك في الأرض شجرة يأتيها بنو آدم إلا أصابوا منها منفعة وكان لهم منها منفعة فلم تزل الأرض والشجر كذلك حتى تكلم فجرة بني آدم تلك الكلمة العظيمة وهي قولهم:﴿ اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً﴾ (مريم:88)، فلما قالوها اقشعرت الأرض وشاك الشجر)[1]

وكان ابن عباس يرجع ما في الأرض من الأذى بسب هذا قال: ( اقشعرت الجبال وما فيها من الأشجار والبحار وما فيها من الحيتان فصار من ذلك الشوك في الحيتان وفي الأشجار الشوك)[2]

ونحن وإن كنا لا نجزم بهذا، ولكنا مع ذلك ندرك أن الصور والخصائص


[1] رواه ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم.

[2] القرطبي: 11/158.

اسم الکتاب : أكوان الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 17
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست