ومما
يروى في هذا أن عدي بن حاتم كان يفت الخبز للنمل ويقول: إنهن جارات ولهن حق.
وكان
أبو إسحاق الشيرازي يمشي في طريق يرافقه فيه بعض أصحابه، فعرض لهما كلب فزجره رفيق
الإمام أبي إسحاق، فنهاه الإمام، وقال: أما علمت أن الطريق بيني وبينه مشترك.
ولا
زال الربانيون ـ في كل العهود ـ مسالمين للكون، وقد كان النورسي مثالا للشفقة على
الكائنات قل نظيره، يقول المصاحبون له[1]:( كان للاستاذ علاقة متينة مع المخلوقات ويشفق كثيراً جداً على
الأشجار والحيوانات بل حتى على الأحجار ايضاً، فعندما يرى كلباً - مثلاً - في
الطريق يشفق عليه ويبادرنا بالقول:( هل لديكم كسرة خبز؟ فيأخذها ويعطيها للكلب)
ويعتذر
عن سباع الحيوانات بقوله:( هذه حيوانات وفية، وإن عدوها وعواءها ناشئان عن صدقها
ووفائها)
وكان
عندما يرى في السهول السلحفاة - مثلاً - على حوافي السواقي يقول:( ما شاء الله،
بارك الله، ما أجملها من مخلوق، فالصنعة والإتقان في خلقها ليس بأقل منكم)
أما
النمل، فله معه قصص كثيرة ـ ذكرنا بعضها ـ ومنها ما عبر عنه هذا