responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أكوان الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 162

التفتت إليه فقالت: لم أخلق لهذا، خُلقْتُ للحراثة)[1]

ومما يدخل في هذا الباب ما ورد من النصوص دالا على استحباب تنشيطها بالحُداء[2] وإراحتها بذلك، وقد جرت عادة الإبل أنها تسرع السير إذا حدي بها، منها قوله a في مسير له لعبد الله بن رواحة (يابن رواحة، انزل فحرك الركاب)، فقال:

اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا

فأنزل السكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا [3]

ومما يدخل في هذا الباب ما ورد من الأمر بالرفق في السير بها إبقاء عليها وعلى نفسه؛ لقوله a: (المنبَتّ لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى[4]) [5]

***

وعلى هذا الهدى المضمخ بعطر السلام، سار الصالحون متأدبين مع الكون مسالمين له، وقد عبر الشعراني عن الأساس الذي نبعت منه رحمة الصالحين على الكائنات بهذا التعبير الرمزي الجميل:( أخذ علينا العهد العام من رسول الله a أن نشفق على جميع خلق الله تعالى من مؤمن وكافر بطريقه الشرعي، كل بما


[1] رواه البخاري.

[2] الحدْو: هو سوق الإبل والغناء لها.

[3] رواه البخاري ومسلم.

[4] أي أن من يعسف الركاب ويحملها من السير على ما لا تطيق رجاء الإسراع، ينقطع ظهره، فلا هو قطع الأرض التي أراد، ولا هو أبقى ظهره سالمًا ينتفع به بعد ذلك.

[5] رواه البزار.

اسم الکتاب : أكوان الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 162
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست