التفتت
إليه فقالت: لم أخلق لهذا، خُلقْتُ للحراثة)[1]
ومما
يدخل في هذا الباب ما ورد من النصوص دالا على استحباب تنشيطها بالحُداء[2] وإراحتها بذلك، وقد جرت عادة الإبل أنها تسرع السير إذا حدي بها،
منها قوله a في مسير له لعبد الله بن رواحة (يابن رواحة، انزل فحرك الركاب)،
فقال:
ومما
يدخل في هذا الباب ما ورد من الأمر بالرفق في السير بها إبقاء عليها وعلى نفسه؛
لقوله a: (المنبَتّ لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى[4]) [5]
***
وعلى
هذا الهدى المضمخ بعطر السلام، سار الصالحون متأدبين مع الكون مسالمين له، وقد عبر
الشعراني عن الأساس الذي نبعت منه رحمة الصالحين على الكائنات بهذا التعبير الرمزي
الجميل:( أخذ علينا العهد العام من رسول الله a أن نشفق على جميع خلق الله
تعالى من مؤمن وكافر بطريقه الشرعي، كل بما
[4] أي أن من
يعسف الركاب ويحملها من السير على ما لا تطيق رجاء الإسراع، ينقطع ظهره، فلا هو
قطع الأرض التي أراد، ولا هو أبقى ظهره سالمًا ينتفع به بعد ذلك.