الله،
فروح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب فإذا رأيتموها فلا تسبوها وسلوا الله خيرها
واستعيذوا بالله من شرها)[1]
وقد ذكر a عقوبة من
يسب بعض هذه الكائنات التي لا تملك من أمر نفسها شيئا، وهي عدم جواز الانتفاع بها،
فعن عائشة أنها ركبت جملا فلعنته، فقال لها النبي a:( لا
تركبيه)[2]
وفي
ذلك أبلغ التحذير من التطاول على خلق الله.
بل
إنه لا ينبغي احتقار حتى البعوض الذي قد يؤذينا بلسعه، قال تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً
فَمَا فَوْقَهَا ﴾ (البقرة: 26)
بل
إن القرآن الكريم ينبه الذين يحتقرون بيت العنكبوت أن بيوتهم أوهن، قال
تعالى:﴿ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ
كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ
الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ (العنكبوت:41)
وينبه
الذين يحتقرون الذباب إلى ما يشير إليه من نواحي ضعفهم، قال تعالى:﴿ يَا
أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ
مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ
يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ
وَالْمَطْلُوبُ﴾ (الحج:73)
ومن
نتائج هذه النظرة السامية: الراحة من منازعة الأقدار اكتفاء ببتقدير الله: