ورحمته
فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأما من قال بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن
بالكوكب)[1]
بل
إن القرآن الكريم يرشدنا إلى نسبة ما نتوهمه من أفعالنا إلى الله، فالله تعالى
ينسب إليه ما يتصور الإنسان تفرده بتصريفه، قال تعالى عن
عملية الحرث والزرع التي ينسبها كل إنسان إلى نفسه:﴿ أَفَرَأَيْتُم مَّا
تَحْرُثُونَ أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴾، ومثله
قوله تعالى:﴿ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ
إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى﴾ (لأنفال: 17)، فالله تعالى هو
المتفرد بالتدبير والتصريف.
وهكذا
مما لا يمكن حصره في القرآن الكريم.
فالقرآن
الكريم ينبهنا إلى الفاعل الحقيقي حتى لا ننحجب بعالم الحكمة عن قدرة الله، فعالم
الحكمة يرينا الأسباب، وعالم القدرة يرينا رب الأسباب، وكلاهما يدل عليه العقل
والذوق.
ولهذا كان أكبر القوادح في التوحيد نسبة أحداث الكون للكون، بل نص القرآن الكريم على كونه شركا، قال تعالى:﴿ فَإِذَا رَكِبُوا فِي
الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى
الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ﴾
(العنكبوت:65)
قال الغزالي يبين حقيقة العلم الذي يضع الأشياء موضعها:( ومن
انكشف له أمر العلم كما هو عليه علم أنّ الريح هو الهواء، والهواء لا يتحرّك