responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أدوية من الأرض المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 289

ففي الجلسة الأولى.. كان يصور تصوّر الألم كقطة كبيرة متوحشة وغاضبة لها أسنان هائلة، وهي تسحب عموده الفقري، ثم جاءت طيور بيضاء، وحاولت أن تطرد القطة إلا أنها لم تفعل، وكانت تعود إلى العمود مرة بعد أخرى.

قلت: ألا بد من اختيار القطة؟

قال: لا ليس بالضرورة.. فالغاية هي تصوير الألم كمخلوق.. ثم تترك العقل الباطن يختار، وارض باختياره من غير أن تحاول أن تختار بين صور متعددة..

قلت: فما الطيور البيضاء؟

قال: قد تكون الطيور البيضاء كناية عن كريات الدم البيضاء.. وقد كان عددها قليلاً لا يفي بالغرض.

قلت: وفي الجلسة الثانية؟

قال: كان يتكلّم مع القطة ويسألها:(لماذا أنت هنا؟).. فتجيبه بأنه يستحق أن يلقن درساً لأنه ترك عمله، ثم يسألها:(أليس ما عانيته لحد الآن كافياً؟)، فتجيبه:(نعم).. ثم تذكر له بأنها لن تذهب طواعية، وإنما يجب أن تطرد، كما أنها متضايقة من وجود هذه الطيور.. فيسألها:(كيف أتخلص منك، هل بأن تبتلعك كريات الدم البيضاء؟).. ثم أرسل إليها مجموعات من كريات الدم البيضاء، كمجموعات الجراد، بحيث أصبحت القطة مغطاة بها بشكل كامل.. ثم إن المنطقة غسلت، وجاء رجال صغار يحملون بعض الماء الذي رشقوا به المنطقة لينظفوها من الالتهاب والفضلات.

قلت: ما كان تأثير هذه الجلسة عليه؟

قال: لقد كان المشهد غير واضح، وكان في أثنائه إشارات عاطفية مريحة، وفي بعض الأحيان ذهاب الشد في عضلات المعدة.. زيادة على إيجابية هذه الجلسة مقارنة مع الأولى.. ولذلك استطاع أن ينام تلك الليلة أفضل من المعتاد، كما استيقظ بحالة عقلية أفضل، على

اسم الکتاب : أدوية من الأرض المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 289
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست