اسم الکتاب : أدوية من الأرض المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 288
قلت: فما مذهب صديقك
هذا؟
قال: هو يرى بأن
المرض ليس سوى عملية تصحيحية، وأنه ينبهنا إلى أخطائنا كي لا نقع فيها مستقبلاً.
قلت: فهو ينظر إلى
الجانب الإيجابي في المرض.
قال: لا.. هو يفسر
المرض بهذا.. فهو يرى بأن المرض ليس قاسياً أو انتقاماً.. بل هو إجراء اتخذته
الروح لكي تدلنا على أخطائنا، وللحيلولة دون ارتكابنا للمزيد منها، ولمنعنا من
إحداث عطب أكثر، ولجلبنا من جديد إلى طريق النور والحقيقة والذي كان يجب علينا ألا
ننحرف عنه.
قلت: إن ما تقوله هو
ما يقوله ديننا.. وقد مررت في (ابتسامة الأنين) على ما في المرض من نعمة التطهير..
فعندما دخل عبد الله بن مسعود على النبي r في مرضه
وجده وهو يوعك وعكا شديدا، فقال: إنك لتوعك وعكا شديدا، إن ذاك بأن لك أجرين قال:(أجل
ما من مسلم يصيبه أذى إلا حات الله عنه خطاياه كما تحات ورق الشجر)
قال: بل شبه a تأثير المرض بقوله:( إنما مثل المريض إذا برأ وصح كالبردة
تقع من السماء في صفائها ولونها)
ولهذا وردت النصوص
بالنهي عن سب المرض، فقد دخل r على أم السائب، فقال:(ما
لك يا أم السائب تزفزفين؟) قالت:(الحمى، لا بارك الله فيها)، فقال:(لا تسبي الحمى،
فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد)[1]
قلت: فلنرجع إلى
صديقك رولاند شون، فقد كنت تذكر لي ما اعتمده من علاج.
قال: لقد كان يعقد
لنفسه جلسات مختلفة لا يداوي نفسه فيها إلا بالإردة.