responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 79

قلت: بلى.

قال: فذلك مطره النازل إلى الأرض، وهذا مطره النازل على القلوب.

قلت: فكيف يزرع هذا البسمة في القلوب المتألمة؟

قال: يروى أنّ يونس u قال لجبريل: دلني على أعبد أهل الأرض، فدله على رجل قد قطع الجذام يديه ورجليه وذهب ببصره، فسمعه وهو يقول: إلهي متعتني بهما ما شئت أنت، وسلبتني ما شئت أنت، وأبقيت لي فيك الأمل يا بر يا وصول.

قلت: ما معنى هذا؟

قال: معناه ما صرح به باب مدينة العلم[1] فيما رواه عنه الأحنف بن قيس قال: ما سمعت بعد كلام رسول الله a أحسن من كلام أمير المؤمنين علي حيث يقول: (إن للنكبات نهايات، لا بد لكل أحد إذا نكب من أن ينتهي إليها، فينبغي للعاقل إذا أصابته نكبة أن ينام لها حتى تنقضي مدتها، فإن في دفعها قبل انقضاء مدتها زيادة في مكروهها)

قلت: لقد استشهد الأحنف لهذا بقول الشاعر:

الدهر تخنق أحيانا قلادته

فاصبر عليه ولا تجزع ولا تثب

حتى يفرجها في حال مدتها

فقد يزيد اختناقا كل مضطرب

قال: وزيادة على هذا كله، فإن المؤمن لا يغفل بالنظر إلى البلاء الذي نزل به عن الرخاء


[1] إشاة إلى قوله a:( أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب) رواه ابن عدي والطبراني في الكبير، والحاكم.

اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست