قال: هذا الحديث هو الحجة الكبرى في هذا الباب، بل هو حديث
هذا الباب، ووجه الدلالة في الحديث واضحة، فقول الراوي: (ثم فغر فاه، فنفث فيه
ثلاثاً)، ثم قوله a:
(بسم الله، أنا عبد الله، اخسأ عدو الله) دليل على أن الصبي كان يعاني المسّ
الشيطاني الذي سبب له بلاء وغماً.
قال المحدث: سنبدأ مناقشة الحديث من مبدئه.. لقد ذكر يعلى
بن مرة ثلاثة أمور اختص برؤيتها.. أتستطيع ذكرها لي؟
قال: لقد وردت في الحديث.. أما الأولى، فهي ما ذكره، وأما
الثانية، فقال: وخرجت ذات يوم إلى الجنان، حتى إذا أبرز قال: (انظر ويحك هل ترى
شيئا يواريني؟) قلت: (ما أرى إلا شجرة، ما أراها تواريك)، قال: (فما قربها؟) قلت: (شجرة
مثلها أو قريب منها) قال: (اذهب إليهما، فقل أن رسول الله a يأمركما أن تجتمعا بإذن
الله)، قال: فاجتمعتا، فبرز لحاجته، ثم رجع، قال: اذهب إليهما فقل: إن رسول الله a يأمركما أن ترجع كل واحدة
منكما إلى مكانها، فرجعت.
قال المحدث: وما الثالثة؟
قال: ما ذكره بقوله: وكنت معه جالسا ذات يوم، إذ جاء جمل
يخبب حتى ضرب بجرانه بين يديه، ثم ذرفت عيناه، فقال: (ويحك انظر لمن هذا الجمل، إن
له لشأنا)، فخرجت ألتمس صاحبه، فوجدته لرجل من الأنصار، فدعوته إليه، فقال: (ما
شأن جملك هذا؟) قال: (وما شأنه؟) قال: (لا أدري والله ما شأنه، عملنا عليه ونضحنا
عليه حتى عجز عن السقاية فأتمرنا