responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 214

والآخر للأطباء يستأصلون مكامن الداء.. هو نفس علاجكم لوساوس القطط.. ألستم تعزلونها، أو تحاولون استنساخ السليم منها، أو تعالجون العليل بالمراهم، لا بأمر القطط بالخروج.

***

قلت: ولكن الأمر مخوف.

قال: لماذا؟

قلت: أخشى أن أخرج عن إجماع المفسرين، فهم يتفقون على أن المس يرتبط بالتخبط.

قال: هذا صحيح، وقد شرحنا ذلك.

قلت: والتخبط يكون عن دخول.. لا عن مجرد وسواس.. وهم يتشددون في المخالف لهذا ويرمونه بالبدعة، فقد قال القرطبي: (وفي هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن، وزعم أنه من فعل الطبائع، وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان، ولا يكون منه مس)[1]

ويقول بن جزي الكلبي: (أجمع المفسرون أن المعنى لا يقومون من قبورهم في البعث إلا كالمجنون، ويتخبطه يتفعله من قولك: خبط يخبط، والمس: الجنون)[2]

ويقول محمد الطاهر بن عاشور: (والذي يتخبطه الشيطان هو المجنون الذي أصابه الصرع، فيضطرب به اضطرابات، ويسقط على الأرض إذا أراد القيام.. وإنما احتيج إلى زيادة قوله ]من المس[ ليظهر المراد من تخبط الشيطان، فلا يُظن أنه تخبط مجازي بمعنى


[1] القرطبي:3/355، وانظر نفس القول في تفسير الشوكاني:1/295.

[2] ابن جزي الكلبي، التسهيل لعلوم التنزيل: 1/94.

اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 214
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست