اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 206
تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ (فصلت:42)
قال: فما يقول قومك في هذه الآية؟
قلت: هم يتشددون في تفسيرها.. ويرون من خالف ما ذهبوا إليه
مخالفا للسنة ولأهل السنة وشاذا عن جماعة المسلمين.. وهم ينقلون أقوال المفسرين في
ذلك كدليل على هذا الإجماع.
قال: فأخبرني بما قالوا؟
قلت: نقلوا عن الطبري قوله: (فقال جلَّ ثناؤه للذين يأكلون
الربا الذي وصفنا صفته في الدنيا لا يقومون في الآخرة من قبورهم إلا كما يقوم الذي
يتخبطه الشيطان من المس، يعني بذلك: يتخبطه فيصرعه من المس، يعني من الجنون، وبمثل
ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل[1].
قال: صدق الطبري.. وهو لم يعدو ما ورد في الآية.
قلت: كيف هذا.. فأنت توافقهم إذن.
قال: لقد قال الطبري: (فيصرعه من المس) وهو لم يخالف نص
الآية بذلك.
قلت: كيف هذا؟
قال: اذكر لي أولا ما قالوا.. ثم نشرح هذا.
قلت: نقلوا عن أبي إسحاق الزجاج
قوله: (المعنى: الذين يأكلون الربا لا يقومون في الآخرة إلا كما يقوم المجنون من
حالة جنونه، يقال بفلان مس، وهو أَلمْسَ وأَوْلقَ: إذا كان به جنون) [2]