اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 202
قال: هذا التفسير الغريب الذي يكاد يجمع عليه الرقاة وبه
يجتذبون كل من لديهم مشاكل في العقم أو حنين للأولاد يحمل ظلالا كثيرة من الشرك.
قلت: الشرك!؟ هذه تهمة خطيرة.
قال: ولكنها واقع.. فإن قولهم ذلك يؤدي إلى اعتبار الجني
هو الواهب للأولاد بكف أذاه عنهم، وبتركهم يخرجون من أرحام أمهاتهم بسلام، وكأن
الملك الموكل بالرحم والوارد في الأحاديث الصحيحة الإخبار عنه، وهو يؤمر بنفخ الروح
فيه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقي وسعيد يقف عاجزا أمام تسلط الجني المارد الذي
وصلت قوته وجبروته إلى أن يتحدى وجود كائن أذن الله له بالتخلق.
قلت: هذا صحيح.. ولقد لاحظت هذا.
قال: وهذا التفسير وما يحمله من خرافة وشرك هو الذي يشير
إليه قوله تعالى:﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ
مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً
خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ
آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا
جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾
(لأعراف: 189 ـ 190)
فالقرآن الكريم يذكر في هاتين الآيتين حالة حمل خاف
الزوجان خلالها أن يسقط الحمل أو يولد على غير الخلقة البشرية، ويمكن أن يكونا قد
التجآ إلى أي وسيلة من والوسائل لحفظ الحمل، ولكن بعد أن من الله عليهما بالولد
السوي نسباه لغير الله، وقصراه على تلك الوسائل.
قلت: لم أفهم علاقة الآيات الكريمة بواقع الرقاة عندنا.
قال: إن الشبه بين الشرك المنصوص عليه في تينك الآيتين
والشرك الذي تعيشونه قريب، فالراقي وزبناؤه يعتقدون أن تلك الرقية التي خلص بها
الرحم من الجن المارد هي السبب المباشر لحصول نعمة الولد مع أنه هبة ربانية لا
ارتباط لها بالراقي ولا بالجن، وكان
اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 202