قال: أسمعت هذا العرض لكثير مما ورد في القرآن الكريم من
ذكر الشيطان.
قلت: أجل..
قال: الأمر أخطر من هذا.. فهؤلاء الرقاة لا يقصرون خطر
الجني أو الشيطان على الصرع، بل يتعدونه إلى أشياء كثيرة تدل النصوص القطعية على
أنها من خصوصيات الله.
قلت: أوصل بهم الأمر إلى هذه الدرجة؟
قال: أجل.. ماذا يقول الله تعالى في الأولاد؟
قلت: يعتبرهم نعمة من الله تعالى على عباده يجب شكرها،
فالله تعالى يقول:﴿ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً
وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ ﴾ (الشورى:49)
قال: إلا أن التفسيرات التي يتولاها رقاتكم تجعل الأولاد
هبة من الشياطين، لا هبة من الله.
قلت: لم أسمع هذا.
قال: هم يجعلون العقم وليدا لتصرف جني يستقر في الرحم
ليحول بين البويضة وحصول التلقيح، أو (ينفث في الجنين بعد تخلقه فيموت وتسقط
المرأة حملها)[1]
أو أن الجن (يترك الإخصاب يتم ويكتمل الحمل، ولكن بعد عدة
شهور من الحمل يركض الشيطان عرقا في رحم المرأة، فينزل الدم فيحدث الإجهاض)[2]
قلت: نعم.. هم يقولون هذا، ويتفقون عليه، ويرقون من به عقم
على هذا الأساس.. أو على أسس أخرى قريبة.
[1] الحاج خليفة
معامرة،تجربتي الواقعية في الرقية الشرعية،عنابة:مطبعة الريام،1997،ص45.
[2] وحيد عبد السلام البالي،
الصارم البتار في التصدي للسحرة الأشرار، ص112.
اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 201