responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 17

ثم قال: الحمد لله الذي أخذ مني واحدة، ولئن كنت أخذت لقد أبقيت، ولئن كنت ابتليت لقد عافيت.

قلت: ما أجمل هذا ! صوت من هذا؟

قال: هذا صوت التسليم والرضى الممزوج بالشكر.

صاح صوت آخر: كن كذلك الذي استسقى بطنه، فبقي ملقى على ظهره ثلاثين سنة لا يقوم ولا يقعد حتى نقب له في سرير من جريد كان عليه موضع لقضاء حاجته، فدخل عليه أخوه، فجعل يبكي لما يراه من حاله، فقال: لم تبكي؟ قال: لأني أراك على هذه الحالة العظيمة قال: لا تبك فإنّ أحبه إلى الله تعالى أحبه إليَّ، ثم قال له لما رأى جزعه: أحدّثك شيئاً لعل الله أن ينفعك به، واكتم عليَّ حتى أموت، إنّ الملائكة تزورني فآنس بها وتسلم علي فأسمع تسليمها فأعلم بذلك أن هذا البلاء ليس بعقوبة.

قلت: الله ! ما أعظم رحمة الله بأوليائه !

قال: هذا صوت السلوى بأهل الله.

صاح صوت آخر: كن كذلك الذي قالت له امرأته: أهلي فداؤك ما نطعمك. ما نسقيك؟ فقال: طالت الضجعة، ودبرت الحراقيف، وأصبحت نضواً لا أطعم طعاماً ولا أسيغ شراباً منذ كذا، وما يسرني أني نقصت من هذا قلامة ظفر.

قلت: هذا التسليم بعينه.. هذا الرضى المحفوف بالسعادة.

صاح صوت آخر: كن كذلك الذي نظر رجل إلى قرحة في رجله، فقال: إني لأرحمك من هذه القرحة، فقال: إني لأشكرها منذ خرجت إذ لم تخرج في عيني.

قلت: هذا الشكر..

قال: وهو سر من أسرار الابتسامة.

صاح صوت آخر: كن كذلك الذي جمع أصناف البلاء، فقد كان أعمى مجذوما والنمل

اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 17
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست