responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 162

الثناء علينا، وإن رضيت أجرينا لك من الأمور ما قضينا لك في الدهور)

قال: هذا القول من الواسطي تعبير عن حالة وجدانية معينة، وليس تعبيرا عن مذهب أو فكرة كما قد يتصور.

قلت: ولكنه قد يكون معارضا للدعاء، أو يكاد يعتبره نقصا.

قال: لا.. سوء الفهم هو الذي جر إلى هذا المعنى.. لم يحتقر أحد من الأولياء ما عظمه الله، ولكن هذا تعبير عن أحوال معينة.

قلت: ولكن كلامه واضح.. فلماذا نتعسف في تأويله.. وهو ليس قرآنا حتى ندافع عنه.

قال: القرآن الكريم أعظم من أن يحتاج للدفاع عنه.. ولكنا ندافع عن الحقيقة التي أسيء فهمها.. فلا ينبغي أن نقول: أخطأت إلا لمن أخطأ.

قلت: فلماذا لا نقول لهذا: أخطأت؟

قال: ألم يمر رسول الله a بمواقف كثيرة كان يكتفي فيها بتصاريف الأقدار عن الإلحاح في الدعاء.

قلت: بلى.. ويكفي من ذلك أنه a كان يعصب الحجر على بطنه من الجوع.. ومع ذلك لم يسأل الله رغيفا واحدا.

قال: بل إن في القرآن الكريم ما قد يستدل به على هذا.

قلت: أين؟

قال: تأخر طلب أيوب تعالى وصبره تلك الفترة الطويلة، كما قال تعالى: ﴿، وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ((الانبياء:83)

قلت: لقد روي أنه مكث في البلاء مدة طويلة ثماني عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيد، إلا رجلين من إخوانه كانا من أخص إخوانه له، كان يغدوان إليه ويروحان، فقال أحدهما لصاحبه: تعلم واللّه لقد أذنب أيوب ذنباً ما أذنبه أحد من العالمين، فقال له صاحبه: وما ذاك؟

اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 162
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست