اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 142
المكسورة التئاماً تاماً ومع ذلك فإنها ماتت.
صحت: لماذا؟
نظر إلي، وقال: إن أهم عامل في شفائها لم يكن الفيتامينات
ولا العقاقير ولا التئام العظام، ولكنه كان الأمل، وعندما ضاع الأمل تعذر الشفاء.
قلت: فما نواحي الأمل التي غابت عن ذهن هذه العجوز في
تصورك كطبيب؟
قال: أثرت هذه الحاثة في نفسي تأثيراً عميقاً، وقلت في
نفسي: لو أن هذه السيدة وضعت أملها في الله ما ضيعها وما انهارت ولما حدث لها ما
حدث.. وبرغم أنني كنت أومن بالله خالق كل شيء بحكم اشتغالي بالعلوم الطبية، فإنني
كنت أفضل بين معلوماتي الطبية والمادية، وبين اعتقادي في وجود الله كما لو لم تكن
هنالك صلة بين هذين الأمرين.
قلت: فقد وصلت إذن إلى ضرورة الإيمان للشفاء والعافية
والسعادة؟
قال: لقد أيقنت أن العلاج الحقيقي لابد أن يشمل الروح
والجسم معاً وفي وقت واحد، وأدركت أن من واجبي أن أطبق معلوماتي الطبية والجراحية
إلى جانب إيماني بالله وعلمي به، ولقد أقمت كلتا الناحيتين على أساس قويم.. بهذه
الطريقة وحدها استطعت أن أقدم لمرضاي العلاج الكامل الذي يحتاجون إليه.. ولقد وجدت
بعد تدبر عميق أن معلوماتي الطبية وعقيدتي في الله هما الأساس الذي ينبغي أن تقوم
عليه الفلسفة الطبية الحديثة.
قلت: أهذه قناعتك وحدك؟.. أم ترى من زملائك من اقتنع بهذه
القانعة؟
قال: الواقع أن النتيجة التي وصلت إليها تتفق كل الاتفاق
مع النظرية الطبية الحديثة عن أهمية العنصر السيكولوجي في العلاج الحديث، فقد دلت
الإحصائيات الدقيقة على أن 80 بالمائة من المرضى بشتى الأمراض في جميع المدن
الأمريكية الكبرى ترجع أمراضهم إلى حد كبير إلى مسببات نفسية، ونصف هذه النسبة من
الأشخاص الذين ليس لديهم مرض عضوي في أية صورة من الصور.. وليس معنى ذلك أن هذه
الأمراض مجرد أوهام خيالية
اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 142