اسم الکتاب : ابتسامة الأنين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 136
ما بها من ضيق، ويملأها انشراحا وعافية.
قلت للمعلم: لا شك أن هذه صورة بعض الغازات السامة التي
يتفنن قومي في اختراعها.. ولكن ما سر ذلك النسيم؟
قال: لا.. هذه صورة الضيق الذي يملأ القلوب والصدور، وذلك
النسيم، هو مظهر من مظاهر الإغاثة الإلهية، فالله تعالى هو شارح صدر المتألمين،
قال تعالى:﴿
قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي﴾ (طـه:25)، وقال تعالى:﴿ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ
لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ
مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ (الزمر:22)، وقال تعالى:﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾
(الشرح:1)
والله تعالى هو المنجي من الهم والغم، قال تعالى:﴿ ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ
مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً ﴾ (آل عمران:154)، وقال تعالى:﴿ وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ
مِنَ الْغَمِّ ﴾ (طـه:40)، وقال تعالى:﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ
نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الانبياء:88)
تدخل أحد الحاضرين، فقال: ولهذا أرشدنا رسول الله a أن نستعين بالله في دفع الهم
والغم، قال a:
(ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال: (اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك
ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك
أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي
ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا) فقيل:
يا رسول الله ألا نتعلمها؟ فقال: (بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها)[1]