اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 77
رَغَداً وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً
وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ﴾ (البقرة:58) أي أن المحسنين
سينالون المزيد من الأجر إضافة إلى غفران الخطايا.
فالله تعالى وعد المحسنين بالجزاء
على أعمالهم، كما قال تعالى:﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً﴾ (الكهف:30)
ووعد فوق ذلك بأن يجزيهم على أحسن
أعمالهم، فقال تعالى:﴿ وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً
وَلا يَقْطَعُونَ وَادِياً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ
مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (التوبة:121)، وقال تعالى:﴿ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ
مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ
بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾
(النور:38)
ووعدهم فوق ذلك كله بالجمع بين
الحسنى والزيادة، فقال تعالى:﴿)لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى
وَزِيَادَةٌ ﴾
(يونس: 26)
قلت: ولماذا لم يذكر الجزاء، وبقي
مخبأ في سراديب الكتمان؟
قال: لا .. هو ليس مخبأ، ولكن
طاقتنا العقلية أقل من أن تتحمل ذكره .. أرأيت لو وصف لك نوع من الفواكه لم تره في
حياتك جميعا، أكنت تفهم ذلك الوصف؟
قلت: لا .. فالأذواق لا يصفها مثل
اللسان، كما الألوان لا تصفها مثل العين.
قال: فكذلك هذ الزيادة .. وأضيفك
سرا آخر.
قلت: ما هو؟
قال: هل المفاجآت التي تقدمونها
لأصناف الناس متكافئة؟
قلت: لا .. هي مختلفة باختلاف
طبقاتهم الاجتماعية، أو باختلاف مراتب
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 77