قلت: فما السر في هؤلاء جميعا؟
قال: إن الله يحب المتخلقين بأخلاقه المتصفين بصفاته، ألا تفهم الإشارة في قوله a:(الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وماتناكر منها اختلف)[1]
قلت: بلى، فالرسول a يبين انجذاب كل جنس إلى جنسه، وكل شكل إلى شكله، فالطيور على أشكالها تقع.
قال: فافهم الإشارة، ممزوجة بترياق التنزيه، فالله ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير﴾ (الشورى: 11)
قلت: وعيت هذا.. فما الزيادة؟ وما دليلها؟
قال: الزيادة هي شيء فوق النعمة، أو هي نعمة مخبأة مستورة .
قلت: أتعني ما نسميه نحن بالمفاجأة.
قال: وماذا تفعلون فيه؟
قلت: نخبئ ما نريد أن نجعله مفاجأة داخل قراطيس أو صناديق لتفتح في أوقات خاصة.
قال: هذا قريب من الزيادة، ولو أن الزيادة التي وعد الله بها عباده من العظمة بحيث لا تستطيع قراطيس الدنيا جميعا حملها.
قلت: فما دليها؟
قال: ألم تسمع قوله تعالى:﴿ وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ
[1] رواه البخاري ومسلم.