responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 62

مفتاح الإتقان

بمجرد أن قال هذا شعرت بقناعة عظيمة بضرورة العلم بأصوله النظرية والعملية وأنه لولاه لما استطعنا أن ننهض من تخلفنا، ولا أن نقوم بأي دور حضاري.. لكنا ما إن سرنا قليلا حتى بدا لنا باب جديد، وقد علقت عليه لافتة في منتهى الجمال مكتوب عليها:(إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)[1]

فسألت المعلم عنه، فقال: هذا باب الإتقان.

قلت للمعلم: نعم، هذا باب مهم جدا، فنحن في عصرنا نشكو كثيرا من أضرار التفريط في الإتقان، فحسب أكثر العمال عندنا أن ينهوا أشغالهم دون اهتمام بمدى إتقانهم لأعمالهم.. وهذا هو الذي يجرهم في أحيان كثيرة إلى الفقر، فالعامل عندنا إذا اشتهر بعدم إتقانه لم يطلبه أحد، وذلك طريق لفقره .. فما سر عدم الإتقان يا معلم؟

قال: سره هو الخواء الذي تعيشونه في نفوسكم، فهو الذي جعلكم تنظرون إلى الكم، ولا تنظرون إلى الكيف، وتهتمون بالكثرة ولا تهتمون بالنوعية.

قلت: فما علاجه؟

قال: الإيمان.

ابتسمت، وقلت: حسبتك ستذكر الرقابة التي تهتم بالبحث عن مدى الجودة لتقر بعدها العمل أو ترفضه.

قال: ولكني لم أنكر الرقابة، وهي من مقتضيات الإيمان، بل هي جزء من آثار


[1] رواه البيهقي في الشعب.

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست