اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 43
ليلا ولا نهارا من أجل الحفاظ
عليها لم يناقشكم أحد فيها.
قلت: وعيت هذا.. فللبركة أسبابها
إذن؟
قال: لكل شيء سببه، ألم تسمع قوله تعالى:عن ذي
القرنين: ﴿ إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ
كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً﴾ (الكهف:84)، فهل
نجح ذو القرنين في المهمة التي وكلت له من غير اتباع الأسباب؟
قلت: كلا، فقد قال الله تعالى:﴿ فَأَتْبَعَ سَبَباً﴾ (الكهف:85)
قال: ولكن قومك المشغوفين بتحريف
المعاني حرفوا معنى البركة تحريفا عظيما.
قلت: أجل .. فهم يذهبون إلى من
شهروه بينهم بالولاية يلتمسون بركاته.
قال: فما بركاته؟
قلت: كسر خبز، أو قطع مناديل، أو
حبات تمر.
قال: فما يفعلون بها؟
قلت: يعالجون بها أسقامهم، ويقضون
بها حاجاتهم.
قال:
فمرهم بالتوبة إلى الله، فببركات الله لا تنال إلا من يد الله، ولا تمد اليد إلى
الله إلا إذا يئست من غير الله.
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 43