responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 39

لم أفهم بعد كيف يصبح القليل كثيرا ..

قال: ألم تقرأ الاحاديث التي ورد فيها تكثير الطعام لرسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم؟

قلت: بلى، فقد حصل ذلك مرات كثيرة كما يذكر علماء السير.

قال: فقد رأيت فيها أن القليل الذي لا يشبع النهم تحول إلى الكثير، فيطعم أمة من الناس.

قلت: ولكن هذا يذكر على سبيل المعجزة، فهو معجزة لنبينا a، لا يذكر كسنة عامة تشمل جميع الناس، وحديثنا هنا عن العموم لا عن الخصوص.

قال: ألم تسمع قوله تعالى:﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (لأعراف:96)، أفهذه الآية خاصة بالأنبياء، أم بأمم الأنبياء؟

قلت: بل بأمم الأنبياء.

قال: فقد وعد الله بتنزل البركات عليهم، وهو يعني ما ذكرناه من تحول القليل كثيرا، والضعيف قويا، والهزيل سمينا ..

قلت: أنا لا أناقش في هذا، ولكن أناقش في تصوره، فلم أر في حياتي تحول الموازين ولا المقاييس.

قال: أرأيت إن خيرت بين أن ترزق مالا قليلا، ولكن يبارك لك فيه، فلا تستهلكه إلا فيما يفيدك، ويمتعك، وبين أن ترزق مالا كثيرا، ولكن ترزق معه من البلاء كالأمراض والأشغال ما يفنيه ويحوله قليلا لا يكاد ينفعك.

اسم الکتاب : مفاتيح المدائن المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 39
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست